الشفت والشفتنه

موضوع: الشفت والشفتنه الجمعة 07 يناير 2011, 7:30 am

حقيقة إن مادفعنى لكتابة هذه السطور هو قصة حدثت بينما كنت أقف فى الشارع فى إنتظار المواصلات لتقلنى لمكان عملى فسمعت بعض الأطفال الذين كانو يقفون بجانبى يتحدثون عن أحد زملائهم الطلبة الذى قام بالقفز من سور المدرسة وعندما شاهده أحد المعلمين قفز من السور وهرب رغم طلب المعلم منه النزول وعدم الهرب من المدرسة خلال اليوم الدراسى،لم يدهشنى فعل الطالب بقدر ماأدهشنى ردة الفعل من قبل زملائه حيث كانو يتحدثون عنه بكل إعجاب ويدعونه "بالشفت" فمن هو الشفت؟
الشفت فى ثقافتنا السودانية هو شخص فطن سريع البديهة والتصرف،يستطيع إخراج نفسه من المأزق والمشاكل دون خدش أو بأقل الخسائر، خدع فتاة وغرر بها ثم هرب فهو "شفت" ويكرر نفس الشئ مع فتاة أخرى، هرب من شرطة المرور وهى تلاحقه لأنه قد خالف قوانين السير فهو "شفت"، إستطاع أن يغش فى الإمتحان دون أن يتم القبض عليه فهو "شفت" ،إرتكب جرم ما وإستطاع الهرب فهو "شفت"،إستطاع أن يقوم بإجرائاته فى إحدى الدوائر الحكومية بسرعة ودون أن يقف فى صفوف أو طوابير رغم أن الكثير قد أتو قبله ولايزالون فى إنتظار دورهم فهو "شفت"، خدع شخص ما وأخذ منه نقودا ولم يردها فهو "شفت" ، نصب أو إحتال على أحدهم بطريقة ما ونهب حقه فهو "شفت" ولايزال الشفت فى شفتنتو والمجتمع يتحدث عنه بكل إعجاب ويزيد من إنتشار ظاهرته ويزيدون من حجم أسطورته ويغذون إنتشارها بالحديث عنه وعن مغامراته بطريقة تدل على الإعجاب وتمنى الوصول لدرجته من الشفتنه.
السؤال الذى يطرح نفسه هنا هل الشفت قدوة يجب أن يقتدى بها شبابنا وبناتنا أم هو خارج عن القوانين يجب معاقبته؟

عدد المساهمات : 1064 تاريخ التسجيل : 01/09/2010

منير ازيك ..كلامك واقعى بشكل ملفت جد وسردك روعه تجسد واقع مر بتتكرر احداثو يوماتي..لكن الشخص الفطن سريع البديهة والتصرف..لو تم توجيهه ذكائه ودهائه الى نواحى او استعمل شفتنتو دى فى مجال الخير كان وجدنا جيل نابغه وخلاق ..وانا برى ان ما كل التصرفات بالذات عند الاطفال تستدعى العقاب او الحكم السلبى الا اذا كانت توجد مؤشرات تدل على اتجاه الطفل او الطالب الى الاجرام او (استخدام او استغلال التغاضى عن حركاته او شفتنتو دى ) بان يتمادى ويؤثر فى الاخرين .

شكرا لكى أختى ودكتورتنا المبدعة على المرور والتعقيب والتعليق وقبل كل شئ على السؤال
أنا موجود وعلى إتصال دائم بالمنتدى طوال أيام الأسبوع وخاصة إنى معظم عملى على الإنترنت
وكلامك كالعادة صحيح ومية المية أنا أتفق معاكى فى أنه يجب توجيه هذا الذكاء الفطرى نحو الإتجاه الصحيح وتنبيه الناشئين إلى أن مايفعله المدعوين بالشفوت ليس هو الصحيح دائما وبأنهم ليسو بقدوة يجب الإحتزاء بها
ودمتم سالمين

العزيز منيـــر ...
تحيات طيبات كتيرات

ليك التحية والله ياخ وانت تتناول الموضوع المهم والضروري دا
ودا باب كبير وموجع شديد
ويمكن نسميه (اضفاء المشروعية الاجتماعية لقبول المنكر)
وهنا يظهر دور الدعاة بمختلف أدواتهم لأظهار الحق وتوضيح الصورة الحقيقية للناس المخمومين منهم بالذات
يعني بالله كيف تفسر لينا اعجاب البعض بالفساد متمثلا في المفسدين ديل
تشوف ونشوف ونرى ونعاين ونعرف فلان المفسد (مرتشي وحرامي و .. و ) وما خالي حاجة تغضب الله إلا عملها وبالأخص في الجانب المالي .. ولما يجيء لمناسبة ترى الناس تقيف ليهو وتتقرب ليه زلفى وآخر احترامات (وكسير جليد) ورش ملح وكدا لحدي ما تشك إما في نفسك أو في الحق نفسو.
ويمكن كمان يقدموا للصلاة بالناس .. والجماعة واقفين وراه وكلهم يعلم مآل صلاتهم..
والمثال اللي ذكرته عن الشفع والطلاب والـ(شفتنة) يمكن تعميمه على (بعض) الكبـــار والإعجاب بالباطل يمكن يكون تصفيق عديل أو أمنيات كبيرة لفرصة مـا حتى ينالوا بعض ما نـال هـو .... وزي ما عارفين انو النية واصلة ، وعدادات الحسنات والسيئات شغالة (تش).
وكمان تحسين في الأوصاف والمسميات .. مثل (مفتح) و (مستفيد) و...
والمشكلة الكبرى في موضوع القدوة والإقتداء كما ذكرت .. ويجي الما عارف ويشوف (الفاسد) قدام والمجتمع يزخرف ليهو فعاليو وبي كدا يا يكون الفساد هو الهدف حتى ننال رضا المجتمع او نقنع في خيرن فينا.

ولك الشكر تاني

والله يديك العافية
ودمتم في حفظ الله

هيثم شهلي كتب:

يعني بالله كيف تفسر لينا اعجاب البعض بالفساد متمثلا في المفسدين ديل
تشوف ونشوف ونرى ونعاين ونعرف فلان المفسد (مرتشي وحرامي و .. و ) وما خالي حاجة تغضب الله إلا عملها وبالأخص في الجانب المالي .. ولما يجيء لمناسبة ترى الناس تقيف ليهو وتتقرب ليه زلفى وآخر احترامات (وكسير جليد) ورش ملح وكدا لحدي ما تشك إما في نفسك أو في الحق نفسو.

أخونا وأستاذنا البليغ هيثم:
تحياتى القلبية العطرة وشكرى العميق لمروروك وتعقيبك الجميل والذى أصاب القضية المطروحة فى الصميم وهى
" النفاق الإجتماعى " والذى أصبح على عينك ياتاجر دون خجل ليس فقط من أنفسهم أو خجلا من من حولهم بل حتى الخجل من الله سبحانه وتعالى أو خشيته وهم يعلمون حق اليقين أنهم محاسبون فيما يفعلون وهم بهذا إنما يغذون أسطورة "الشفت" "المستفيد" أو "....." أو ".... " وجميعها تشير إلى نفس الشخص وهو شخص الأحرى بنا أن نحذر أبنائنا من حتى مجرد التواجد حوله فهو كالجرثومة تصيب كل من يشاركه الهواء الذى يتنفسه بدلا من نفخ ناره لتزداد إشتعالا وبطريقة أو بأخرى سوف ننكوى بها يوما عندما يرى والدا ما إبنه الذى تعب فى تربيته وهو يحاول أن يقلد هذه القدوة البالية الزايلة وينتهى به المطاف سجينا أو مطاردا أو فى بعض الأحيان مقتولا.
تحياتى لك من جديد ودمت سالما