شبكة مراغه الأصاله والتاريخ
الخل الوفي Welcom11
شبكة مراغه الأصاله والتاريخ
الخل الوفي Welcom11
شبكة مراغه الأصاله والتاريخ
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةالموقع الرئيسى للشبكةصفحتنا على الفيس بوكأحدث الصورالصفحه الرئيسيهالصحف السودانيهالمصحف الشريفالتسجيلدخول

إدارة شبكة ومنتديات مراغه : ترحب بكل أعضائها الجدد وتتمنى لهم أسعد الأوقات بيننا شرفتونا بإنضمامكم لنا ونتمنى مشاهدة نشاطكم ومساهماتكم التي سوف تكون محل تقديرنا واهتمامنا أهلا وسهلا وحبابكم عشرة بين اخوانكم وأخواتكم

شبكة مراغه الأصاله والتاريخ نحو سعيها للتواصل مع أعضائها الكرام فى كل مكان وزمان تقدم لكم تطبيق شبكة مراغه للهواتف الذكيه فقط قم بالضغط على الرابط وسيتم تنزيل التطبيق على جهازك وبعد ذلك قم بتثبيته لتكون فى تواصل مستمر ومباشر مع إخوانك وأخواتك على شبكتنا.

 

 الخل الوفي

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Bakri G. Salih
 
 
Bakri G. Salih


الموقع : السعودية/الرياض
عدد المساهمات : 447
تاريخ التسجيل : 09/01/2010
العمر : 68

الخل الوفي Empty
مُساهمةموضوع: الخل الوفي   الخل الوفي I_icon_minitimeالثلاثاء 11 مايو 2010, 9:57 pm

الخِــل الوفى


أُسقِط في يد محسن عندما وضَع يده في جيبه فلم يجد المال، دارَتْ به الدنيا، وأخذ يحدِّث نفسه:

"أين ذهب المظروف الذي كان به المال؟ لا بُدَّ أن أحدا أخذه!"، وبعد تفكيرٍ عميق قرَّر أنْ يسأل سعيدًا؛ لعلَّه يجد عنده جوابًا.

أنكر سعيد أنه رأى المال، وطَفِقَ يبحث عنه في كلِّ مكان في الغرفة، وعندما لم يعثر له على أثر، سأله قائلا:

♦️ أمتأكِّد يا محسن، أنك لم تتركْه في بيتك؟

♦️ أنا متأكِّد أنَّني وضعتُه في جيبي قبل مغادرة البيت.

♦️ ربما سقط منك في مكان آخر، تذكَّر جيدًا.

♦️ لا أبدًا؛ فأنا جئتُك مباشرة، ولم أذهب إلى أيِّ مكانٍ آخر، وليس لديَّ ذرَّة شكٍّ بأنَّني فقدتُه هنا في بيتك.

طَفِقَ سعيدٌ يفكِّر في طريقة للخروج من المأزِق الذي وقع فيه، ولم يجد بُدًّا بعد تفكيرٍ من إحضار المظروف الذي وصَفَه له محسن.

قدَّمَه إليه مُعتذِرًا وتَوسَّل إليه ألا يخبِر أحدًا، وأنْ يظلَّ الأمر سِرًّا بينهما، ثم انطلَقَا معًا إلى معرض السيارات حسب الاتِّفاق، فاشتَرَى محسن سيارة جديدة.

وبينما هو في طريقه إلى بيته تذكَّر ما وقع له مع سعيدٍ، فاعتَرَاه الذُّهول، فجعل يَتساءَل في نفسه: "أيُعقَل أن يكون سعيد غادرًا؟ أيُعقَل أن يكون في مَقدُور إنسانٍ أن يخدع الناس لمدَّة طويلة من الزمن مثله؟! لقد سارَتْ بسُمْعته الحسنة الركبان، وطبق صيته الجميل الآفاق! ولكن على ما يبدو أنَّه كان داهية، وثعلبًا ماكرًا، وممثِّلاً بارعًا؛ إذ استطاع أن يَتلاعَب بعقول الناس وعواطفهم ويُوظِّف ثقتهم فيه لمآرِبه وأطماعه الشخصية، كم كنت ساذجًا عندما طلبت منه أن يصحبني إلى معرض السيارات ليساعدني في شراء سيارة، ولولا أنَّني اكتشفت الأمر قبل مُغادَرة بيته لضاع المال!

لم يَدُرْ في خَلَدِي لحظة أنَّه سيسرقني، وأعجب من ذلك كلِّه أن يطلب منِّي أن أستره ولا أخبر أحدًا بغدره وخيانته، ألِكَي يبحث عن ضحيَّة أخرى، أو لكي يلسع صديقًا آخر؟!".

هزَّ رأسه متأسِّفًا وهو يصفُّ سيَّارته الجديدة أمام بيته، ثم قال لنفسه: "ألهذا الحدِّ فقدت الثقة وتحوَّل الناس إلى وحوش؟! ربما كنت أشكُّ في نفسي ولا أشكُّ في سعيد"، لقد ذكَّرني غدره بقول الشاعر:

أَيْقَنْتُ أَنَّ الْمُسْتَحِيلَ ثَلاَثَةٌ الْغُولُ وَالْعَنْقَاءُ وَالْخِلُّ الْوَفِي

ثم قرَّر في نفسه ألاَّ يترك أحدًا يعرف سعيدًا ولديه علاقة به إلا أخبره بالواقعة.

تغيَّرت نظرة الناس إلى سعيد، ولم يكن يدري سبب ذلك، ولَمَّا وقف على السبب حين تَناهَى إلى مَسامِعه ما يَدُور في الحيِّ من كلام وغَمْز ولَمْز، وعلم بأنه أصبح فاكِهَة المجالس، ومثالاً في الخيانة والغدر، لَزِمَ بيته حزينًا كئيبًا، ولم يعد يخرج إلى الناس كعادته.

لقد بلغ به الحزن مبلغًا عظيمًا حين رأى تنكُّر أصدقائه له وتركهم له، وزهدهم في علاقته؛ إذ لا شيء يُحزِن الإنسان كالقدح في ذمَّته وأمانته، إلاَّ أن المصيبة تكون أعظم ووقعها أشد مَضاضة إذا جاء القدح من صديق أو حبيب أو قريب.

لم يجد سعيد مَلجَأً في كربته إلا الله، ليشكو إليه حاله، ويبثَّ إليه آلامه وأحزانه، وكان سلاحه في مصيبته الدعاء والتضرُّع إلى الله.





وذات ليلةٍ من ليال الربيع الجميلة ارتَدَى محسن معطفه ليتَّقي نسيمه البارد، وبينما كان يهمُّ بالخروج من بيته وضع يده في جيبه، وفجأة تحسَّس مظروفًا فأخرَجَه وفتَحَه بلهفة فوجد فيه المال الذي ادَّعى أنَّه فقَدَه في بيت سعيد، فسأل زوجته عن المال في حيرة، فردَّت عليه متعجِّبة:

♦️ لا أدري عنه شيئًا!

وما لبثت أن هزَّت رأسها وقالت في دهشة:

♦️ نعم، نعم؛ الآن تذكَّرت، لقد لبست هذا المعطف وأردت الخروج به من البيت يوم اشتريت السيارة، ثم رجعت وقلت لي: إن الجوَّ ليس باردًا ولا داعي لارتِدائه، ثم وضعته وخرجت.

أحسَّ بماء بارد يسري في ركبتيه، ولم يستطع الوقوف على قدميه، فرمى نفسه على الأريكة التي كانت خلفه، وأخذ يُرَدِّد: "لا حول ولا قوَّة إلا بالله".

ثم قال بلوعة:

♦️ لقد كنت لئيمًا مع صديقي سعيد يا جميلة، هذا هو المظروف الذي اتَّهمته بمحاولة سرقته منِّي!

ثم قال يؤنِّب نفسه: "لقد ظننت به ظنَّ السوء وفضحته بين الناس، وسبَّبت له أزمة نفسية، فماذا أفعل الآن؟ وكيف ينبغي أن أتصرَّف يا ترى؟".

سكت قليلاً فعاد بخياله إلى بيت سعيد، وجعل يتذكَّر ما دار بينهما، ثم وضع يده على رأسه وطَفِق يَتساءَل: "... غير أنَّني لا أفهم لماذا دفع إليَّ المال ووضع نفسه في موضع شبهة حين طلب مِنِّي عدم إبلاغ الناس بالأمر؟! على كلٍّ ما كان ينبغي لي أن أفضَحَه بتلك الطريقة، وليس أمامي الآن إلا الاعتذار منه؛ فلقد أحسن إليَّ وأسأت له، وهذا ليس من المروءة، فهل جزاء الإحسان إلا الإحسان؟! ولكن هل سيَقبَل اعتِذاري بعد الذي سبَّبته له من مصائب؟ إن الاعتِراف بالخطأ فضيلة، وعليَّ الاعتِراف بالذنب وتحمُّل مسؤولية تسرُّعي ونَزَقِي".

وفيما كان سعيد غارقًا في بحر أحزانه، سادِرًا في همومه وآلامه، إذ لم يبقَ على الأجل الذي ضربه لجاره لإرجاع المبلغ له إلا ثلاثة أيام، ولم يستطع بيع مزرعته التي عرَضَها للبيع منذ أن اقتَرَض المبلغ وأعطاه لمحسن، فقد جرت الرياح بما لم تشتَهِ السفن، ولم يكن يعلم أن الله قد أذن بنُزُول الفرج.





سمع طَرْقًا على باب بيته فقام مُتثاقِلاً، أخذَتْه الرهبة وسرَتْ في وُجدانِه الحيرة وهو يرى عددًا من أصدقائه السابِقين يتقدَّمهم محسن عند الباب، رحَّب بهم بابتِسامة مُصطَنعة كَئِيبة، ثم دعاهم للدخول.

لم يكن أحدٌ منهم يعلم سبب دعوة محسن لهم لزيارة سعيد في بيته، وظنُّوا أنه أشفق عليه حين سمع أن حالته النفسية قد ساءَتْ وظروفه المالية قد تدهورت.

جلس الجميع في صَمْتٍ كأن على رؤوسهم الطير، هبَّتْ رياح الظنون على سعيد من كلِّ جانب؛ فجلس حائرًا مطأطئ الرأس حزينًا بعدما قدَّم إليهم القهوة.

خرق محسن الصمت قائلاً:

♦️ إنما طلبت منكم مرافقتي لزيارة هذا الرجل الأمين لأعتَذِر له، وأعتَرِف بذنبي أمامكم جميعًا لعل الله يغفر لي.

ثم واصَلَ حديثه في جوٍّ من الذهول والدهشة:

♦️ كما أريد أن أُعلِن أمامكم جميعًا أن سعيدًا كان نِعمَ الصديق، ونِعمَ الخل الوفي، إلا أنني اتَّهمته بالباطل والبهتان!

ثم قام من مكانه فجأة وهوى على رأس سعيد ليقبِّله فدفَعَه برفق، وهو يُرَدِّدُ في ذُهُول:

♦️ أستغفر الله، أستغفر الله.

ووسط دهشة الجميع أخرج محسن مظروفًا من جيبه وقدمه إليه قائلاً:

♦️ خذ مالك يا أنبل مَن رأَتْ عيني، وأوفى صديق.

ثم راح يقصُّ عليهم الأمر.

عقدت المفاجأة لسان سعيد ولم يستطع أن يَنبِس ببنت شفة، وكأنَّ الذئب قد أكَلَ لسانه، وكانت عيناه تدمعان من الفرحة، وقلبه يلهج بحمد الله وشكره.

لم يجد سعيد بُدًّا إزاء إلحاح الجميع لمعرفة سبب إقدامه على إعطائه المبلغ، ووضع نفسه في مأزق، وموضع شبهة، فقال سعيد بصوت أجش:

♦️ "الحمد لله أولاً على إظهار الحقيقة، فهو وحدَه يعلم أنني كنت أثق في محسن، وأعلم بأنه صادق في ادِّعائه بفقْده ماله، وكنت أعلم أنه واهِم في ذلك، بَيْدَ أنَّه حين أصرَّ على أنه لم يذهب إلى أيِّ مكان آخر، وأنَّه فَقَدَ ماله عندي وفي بيتي، شعرت بالعطف نحوه ولم أُرِدْ أن أكسر قلبه، كما أنَّني أردت ألاَّ أترك مجالاً للشيطان ليتسرَّب إلى قلبه، تركته في غرفة الضيوف واتَّصلت بجاري التاجر بالهاتف، وطلبت منه أن يُقرِضني المبلغ الذي ذكَرَه لي لأجلٍ مسمًّى، فوضعته في مظروف أبيض كالذي وصَفَه لي، وطلبت أن يظلَّ الأمر سرًّا بيني وبينه، فوعَدَني بذلك ولم يَفِ بوعده!".

سكت قليلاً ثم قال بعطف : سامَحَك الله يا محسن

العبرة:-لا تتسرع في احكامك خصوصا على اصدقائك واقاربك حتما سيكون لهم عذر وجيه فات عليك تدراكه "في التأني السلامة وفي العجلة الندامة"


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الخل الوفي
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
شبكة مراغه الأصاله والتاريخ ::  القسم الثقافى -
انتقل الى: