الغربة امتحان والنتيجة في السودان
الحاجة شامة متغربة عن بلدها لسنين عددا
ليست اقدم المتغربين ولكنها اكثرهم حكمة في نظري
كستها الغربة وشاحا من الهيبة والرزانة ورجاحة العقل
كانت الحاجة شامة تردد دوما كلما زرتها في بيت غربتها. . .
الغربة امتحان . . . . . النتيجة في السودان
فقد كانت تتحدث ان الغربة مثل الامتحان , , , نتعب ونجد ونجتهد لغرض سامي وهدف اساسي الا وهو النجاح وهو النتيجة التي تصفها بانها نتاج التعب والاجتهاد وهو لا محالة في الوطن ( السودان )
كنت افكر كثيرا وعلى مر عدد من السنوات في تحليلها لمقولتها هذه. . . .
استنجد بتجارب الكثير من المغتربين
استند الي مقولات الكثير ممن امتهنوا الغربة
استجمع مواقف وقصص كان ابطالها متغربين عن اوطانهم
ولعل ( ماساة الحاج عدلان ) لاكبر شاهد عايشته على ضرورة البحث في كوامن النفس والاستدراك والاتعاظ قبل فوات الاوان
ولعل الصدق في مراجعة النفس
ومن ثم القرار الصائب
والتطبيق الفعلي للقرار
لهو اكمل العقل
مع انقضاء كل يوم, أسبوع, شهر, عام لابد لكل متغرب عن وطنه الوقوف بصدق مع نفسه ومراجعتها وتدقيق ما انقضى من عمره, والسعى بجد في تقييم وتقويم فترة الاغتراب.
ولعلنا في حوجة الى التطرق لسؤال مهم جدا:-
1- ما هو الهدف الاساسي من الاغتراب ؟ ؟ ؟
ولكل متغرب هدف ادى به الى التغرب . . .
هدف قد يكون جبرا او طوعا, وفي كل لابد ان يكون لكل ظروفه ودوافعه التي هو الوحيد الذي يقدرها ويفسرها
تعددت الاهداف
والنتيجة واحدة
الغربة
وقد تطول بنا الى حد ( امتهان الغربة ) وهو الحد الذي لا نقدر بعده عن العدول او التراجع او محاولة تعديل الوضع, وقد ينتج عن ذلك تاثر بعض الجهات بهذا الوضع واولهم الابناء والاسرة, وقد ينشا الابناء على مجتمع مخالف لمجتمعهم الاصل, ويتشعبون من مجتمعهم هذا بمقدار رفضهم لاي دعوة للرجوع الى بلدهم الاصل, وقد يسوء الحال لدرجة انهم يرفضون تماما أي محاولة لتعديل هويتهم الجديدة, فيتغير الحال, وتنشب صراعات اسرية ثقافية اجتماعية قاهرة لا يهدأ الحال الا بتسليم احد الاطراف, اما الاباء او الابناء, ولعل الاب هو من يرضخ اخيرا لصراع الابناء.
وقد يتوارث المتغربين ثقافة مجتمعات جديدة, وبمرور السنين, يجدوا انفسهم وقد انغمسوا في هذه الثقافة التي طغت على ثقافتهم الام, فتتغير الكلمات ويتلعثم اللسان, ويواجهون اقسى انواع الترويض اللا مقصود.
ومنهم اميون يتقمصون ثقافة الغير, وهذه الفئة موجودة وبكثرة, وباختلاف الدول والثقافات, تتعدد اللهجات والاساليب, تجد ان بعضهم يغرق في بحور ثقافة غيره متناسيا ثقافته الام ودينه ولهجته, فتجده وقد غير ثيابه وتسريحة شعره واتى يتبختر ويتباهى بلسانه وملبسه وهيئته الجديدة على ابناء بلده والذين هم لازالوا يتمسكون بثقافتهم وعاداتهم وسط تيار جارف.
ومع هذه الصراعات يجد المتغرب نفسه وقد نسى الهدف الاساسي من تغربه . . . .
يجد المتغرب نفسه فاقدا لاساسيات, سيطرت عليها مظاهر خادعة, وسلوكيات كاذبة. . .
فكم من مغلوب على امره تغرب من وطنه بغية تحقيق هدف معين, واضعا حدا عمريا معينا وعددا من السنين لا يتجاوز الخمس سنوات, يجد نفسه وسط زحام الغفلة وقد قضى بقية عمره متغربا.
كم من معسر وجد نفسه غريبا, تسوقه سياط الغربة الى سنوات من الضياع وخيبة الامل, والتي كلما طالت, طال معها غيابه عن وطنه وحزنه على ما ال اليه حاله, فكم من خائب امله مشتاق الى وطنه وقد اخجله سوء وضعه عن زيارة بلده, ولعلها اسوا حالات الغربة, واسوأ شماعات التعليل.
تطول بنا الايام في غربتنا ناسين ومتناسين هدفنا, ولا يجرؤ الكثير منا على الوقوف بشجاعة, والتوقف بقوة لنسال انفسنا
هل تحقق الهدف الاساسي من الغربة ؟ ؟ ؟
امتهن بعضنا الغربة لدرجة انه تناسى ان . . . .
الغربة امتحان والنتيجة في السودان