شبكة مراغه الأصاله والتاريخ
طاقة القدر Welcom11
شبكة مراغه الأصاله والتاريخ
طاقة القدر Welcom11
شبكة مراغه الأصاله والتاريخ
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةالموقع الرئيسى للشبكةصفحتنا على الفيس بوكأحدث الصورالصفحه الرئيسيهالصحف السودانيهالمصحف الشريفالتسجيلدخول

إدارة شبكة ومنتديات مراغه : ترحب بكل أعضائها الجدد وتتمنى لهم أسعد الأوقات بيننا شرفتونا بإنضمامكم لنا ونتمنى مشاهدة نشاطكم ومساهماتكم التي سوف تكون محل تقديرنا واهتمامنا أهلا وسهلا وحبابكم عشرة بين اخوانكم وأخواتكم

شبكة مراغه الأصاله والتاريخ نحو سعيها للتواصل مع أعضائها الكرام فى كل مكان وزمان تقدم لكم تطبيق شبكة مراغه للهواتف الذكيه فقط قم بالضغط على الرابط وسيتم تنزيل التطبيق على جهازك وبعد ذلك قم بتثبيته لتكون فى تواصل مستمر ومباشر مع إخوانك وأخواتك على شبكتنا.

 

 طاقة القدر

اذهب الى الأسفل 
+4
ياسرابراهيم
dr.babikir
مجدى حسن
هيثم شهلي
8 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
هيثم شهلي
 
 
هيثم شهلي


عدد المساهمات : 599
تاريخ التسجيل : 27/01/2010
العمر : 52

طاقة القدر Empty
مُساهمةموضوع: طاقة القدر   طاقة القدر I_icon_minitimeالأربعاء 10 مارس 2010, 1:02 pm

طاقة القدر (نفاج الغيب)




لما نجي في لحظة اتخاذ القرار عند مفترق الطرق والتقاطعات ونحدد نمشي لوين.. هناك نتوقف شوية لوهلة ربما وعند ناس شهور ، والسبب طبعا انو ما عارفين الغيب وما يخبئه القدر لنا ونخشى من العواقب لو ما كان اختيارنا سليم. ولكن كيف السبيل للعلم بالمستقبل..؟

ومن منا لم يمر بتلك الوقفات عند محطات في حياته وربما كانت انصاف محطات في حساباتنا ولكنها أثرت على مجري حياتنا بأكملها.

الطاقة المذكورة في العنوان مقصود بيها تلك الطاقة التي كنا نراها بين الجيران (الحيطة بالحيطة) وكما تسمى ايضا بفتحة (النفاج) وقد تكون في شكل باب صغير للتواصل مع بعض ومناولة كورية ملاح او فاكهة موسم أو باقي لبن أو حتى طفل صغير بكاي او طلة سلام.

تلك الطاقة (ونطق القاف بالدارجي) هي ما نحتاج إليه لنحاول أن نرى ما يخبئه لنا القدر في مستقبل الأيام بعد اتخاذ قرارات في حياتنا صغيرة او كبيرة ، وبذلك تطمئن قلوبنا ولا نخاف ولا نحزن مهما كانت النتيجة القريبة او البعيدة لقرارات لابد أن نتخذها في حياتنا.

وهنا تتجلي عظمة هذا الدين وكيف حل لنا تلك المعضلة وكما قال الله ربنا واصفا مهمة رسولنا الكريم –صلى الله وبارك عليه وعلى آله وسلم تسليما- (ويزكيكم ويعلمكم الكتاب والحكمة ويعلمكم ما لم تكونوا تعلمون) (البقرة 151).

وجاء التعليم والارشاد لنا لمثل هذه المواقف في حديث نبوي شريف ينبغي ان يدرس في كل المراحل التعليمية كي نستصحب قيم ومقاصد ديننا في كل شؤون حياتنا. وهو حديث الاستخارة وبالجد لم أعلم به إلا متأخرا في المرحلة الجامعية فقط ، رغم ما فيه من المعاني التي تكاد تشمل كل شعب الايمان والاسلام.

ففيه توجيه مهم لمن اتخذ قرارا في أي شأن صغيرا أو كبيرا بأن يصلي ركعتين ثم يدعوا بدعاء متوجها لله رب العالمين ومتوكلا عليه ليختار له الخير في قراره الذي اتخذه وذلك بالطلب من الله الكريم العليم القدير ان كان في قراراه ذاك خيرا له أن (يقدره له أي أن يجعله في قدره وييسره له وكمان يبارك له فيه) وان كان في هذا القرار شرا لصاحبه أن (يصرفه عنه ويكتب له الخير حيث كان ويرضيه به).

وذلك تحقق كل معاني ومقاصد الايمان وتطمئن النفس بالتوكل ثم يسعى الواحد منا لتنفيذ قراره ذلك ويسلك الطريق الذي استخار من اجله وهو يكون راضي تماما باختيار الله له وموقناً بأن أي نتيجة هي الخير له.

بالله عليكم في حاجة أفضل من كدا لتحقيق طمأنينة متكئة على الإيمان – وبالتالي تاني مافي سبب للتردد ولا للتلكؤ فقد سلمت أمرك لله وكفي به وكيلا.

والحمد لله مما عرفت بالحديث دا طوالي بعمل بيهو بفضل الله وبكون راضي ومرتاح ومتأكد انو دا الصاح مهما كانت النتيجة مرات تبدو عكس ما نتمنى والرضا هنا ايجابي وليس سلبيا ودا طبعا حسب مقدر الايمان اللي في قلبك- وكما جاء في الآية (وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم) (البقرة 216) ومن الذي يعلم مآل الأشياء إلا الله.

ومن هنا جاء في ذهني التشبيه بطاقة القدر لصلاة الاستخارة لأنها – في رأيي- تتيح لنا ان نرى قدر الخير عند تحقيقه.

وللأطلاع على حديث الاستخارة بكامله مع الدعاء فهو متاح على النت او في المطويات وبطون الكتب لمن يرغب في تجاوز تلك الوقفة بعد اتخاذ قرارات حياته وللشعور يفوائد الايمان بالرضى التام ، ويكون حقق شيئا من اتباع توجيهات نبينا نبي الرحمة (صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليما).
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
مجدى حسن
 
 
مجدى حسن


الموقع : الدوحة - قطر
عدد المساهمات : 752
تاريخ التسجيل : 10/01/2010
العمر : 45

طاقة القدر Empty
مُساهمةموضوع: رد: طاقة القدر   طاقة القدر I_icon_minitimeالخميس 11 مارس 2010, 2:57 pm

استاذنا هيثم كتر خيرك على الكلام الطيب دة
والله عن تجربة صلاة الاستخارة والشى البترتب بعدها
طاقة جبارة وياريت اى زول يجرب
ويشوف بنفسو

تحياتى
مجدى
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
dr.babikir
 
 
dr.babikir


الموقع : السودان
عدد المساهمات : 780
تاريخ التسجيل : 13/02/2010

طاقة القدر Empty
مُساهمةموضوع: رد: طاقة القدر   طاقة القدر I_icon_minitimeالخميس 11 مارس 2010, 3:17 pm

بارك الله اخي هيثم وجزاك الله الف خير والله بالجد حاجة مجربة

وتقبل مروري
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ياسرابراهيم
 
 
ياسرابراهيم


عدد المساهمات : 466
تاريخ التسجيل : 24/01/2010

طاقة القدر Empty
مُساهمةموضوع: رد: طاقة القدر   طاقة القدر I_icon_minitimeالخميس 11 مارس 2010, 4:38 pm

يا سلام اخونا هيثم
وانت تطل من خلال الطااااقه وتنقل تلك الصورة البسيطه يكون فيها القدر ومستقبل الايام
هو عنوانها حتي اذا تحققت احلامنا او لم تتحقق سارعت تربت علي اكتافنا وتخفف عنا
بعظمه ودفء وحنو صلاه ودعاء الاستخارة
اكثر ما يزيد هذه الصلاه وهذا الدعاء القا اخي هيثم خاتمته الرهيييييييييييييبه ( ورضني به )
ياااااه يااااه سبحانك ربي
والحلم علي بعد خطوات منك تكاد تمد يدك لتلتقطه ويقدر لك المولي سبحانه شئ آخر
ويمنحك بدلا عنه ما يخفف عليك مرارة انتظار حلم آخر
(ورضني به)
والله كتر خيرك[b]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
نضارالعمده
 
 
نضارالعمده


عدد المساهمات : 295
تاريخ التسجيل : 17/01/2010

طاقة القدر Empty
مُساهمةموضوع: رد: طاقة القدر   طاقة القدر I_icon_minitimeالسبت 13 مارس 2010, 8:32 am

الاخ العزيز هيثم تسلم وكتير خيرك وانت تطل علينا من طاقه الامل والايمان وتهدينا الى الراحه والطمانينه
وتذكرنا بالاستخارة فى امورنا كلها..وسبحان الله ديننا ماترك لنا شئ للحيرة والتخبط لكننا محتاجون للتذكير ابتداءا بالشورى وافتونى فى امرى الى اعلى درجات الاستشاره ان تستشير ربك فى امرك ثم ترضى به ومن ثم تنام قرير العين
شكرا جمي
لا
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
هيثم شهلي
 
 
هيثم شهلي


عدد المساهمات : 599
تاريخ التسجيل : 27/01/2010
العمر : 52

طاقة القدر Empty
مُساهمةموضوع: رد: طاقة القدر   طاقة القدر I_icon_minitimeالإثنين 15 مارس 2010, 10:05 am

أعزائي الكرام
شكرا على مروركم الجميل
وان شاء الله كلنا نقدر نطبقوا في حياتنا
شكرا تاني ودمتم بخير وسعادة
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
هيثم شهلي
 
 
هيثم شهلي


عدد المساهمات : 599
تاريخ التسجيل : 27/01/2010
العمر : 52

طاقة القدر Empty
مُساهمةموضوع: نص الحديث   طاقة القدر I_icon_minitimeالإثنين 13 ديسمبر 2010, 9:30 am


تحيات طيبات
أورد الأخ الكريم زكـي عبد الكريم مشكورا نص الحديث للاستخارة بالمنتدى الاسلامي

وذلك على الرابط أدنـاه

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
هاني 0العمدة
 
 
هاني 0العمدة


الموقع : مراغة
عدد المساهمات : 258
تاريخ التسجيل : 22/01/2010
العمر : 43

طاقة القدر Empty
مُساهمةموضوع: رد: طاقة القدر   طاقة القدر I_icon_minitimeالإثنين 13 ديسمبر 2010, 10:10 am

الاخ هيثم
تحية طيبة
نشكرك علي هذه السياحة الروحانية
وانت تتحدث بقلب صوفي يتلمس خطاه في الغيب من خلال اتصاله بالاله \
بهذه الاستخارة ....
وفي الحقيقة ان الاستخارة كثقافة وامر ديني مطلوبة خاصة في ايامنا هذه
حيث تتشابك خيوط المستقبل وتتقاطع الطرق ويختلط عليك بقر القرارت
نحنا بحاجة ماسة للاستخارة لتساعدنا في التخطيط السليم لمقبل ايامنا ومستقبل حياتنا
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
هيثم شهلي
 
 
هيثم شهلي


عدد المساهمات : 599
تاريخ التسجيل : 27/01/2010
العمر : 52

طاقة القدر Empty
مُساهمةموضوع: رد: طاقة القدر   طاقة القدر I_icon_minitimeالإثنين 13 ديسمبر 2010, 10:21 am



شكرا على مرورك الجميل يا هــاني
وقد ذكر رواي الحديث عن رسولنا الكريم _صلى الله عليه وعلى آله وسلم تسليما- أنه كان يعلمهم الاستخارة كما يعلمهم السورة من القرآن (أو كما قال) لنرى ونعرف مقدار الأهمية وضرورية الاستخارة لنا في مختلف ضروب حياتنا كما ذكرت ..

وعسى بهذه السياحة-كما اسميتها- قد نكون بها قمنا بجزء من (بلغوا عني ولو آية)

ولك شكري وتقديري
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الجعلي
 
 
الجعلي


عدد المساهمات : 299
تاريخ التسجيل : 28/02/2010

طاقة القدر Empty
مُساهمةموضوع: رد: طاقة القدر   طاقة القدر I_icon_minitimeالإثنين 13 ديسمبر 2010, 10:21 am

الاخ الغالى الشاب الخلوق هيثم عبد القادر
صلاه الاستخاره شى جميل. ويرشدك الى الطريق الصحيح بقوتك ايمانك ونحن نحتاج الى ذخيره ايمانيه حتى نلقا الله ونحن راضون عن انفسنا
ودمتم فى حفظ الله ورعايته
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
هيثم شهلي
 
 
هيثم شهلي


عدد المساهمات : 599
تاريخ التسجيل : 27/01/2010
العمر : 52

طاقة القدر Empty
مُساهمةموضوع: رد: طاقة القدر   طاقة القدر I_icon_minitimeالإثنين 13 ديسمبر 2010, 10:26 am


يـا الجــعلي ....
انت والله الخلــوق الغــالي

الله يديك العافية ويوفقنا جميعا للخير

بالله يا الجعلي تأمل في الدعاء دا (ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنـا عذاب النار)

وقول آمين
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
سيف شهلى
 
 
سيف شهلى


عدد المساهمات : 435
تاريخ التسجيل : 11/01/2010

طاقة القدر Empty
مُساهمةموضوع: رد: طاقة القدر   طاقة القدر I_icon_minitimeالإثنين 13 ديسمبر 2010, 10:44 am

اخى / هيثم
شكرا على الموضوع الرائع
الاستخارة حقيقة امر مطلوب فى كل الامور وهو بمثابة تخطيط استراتيجى
متكامل لمنهج الحياة... وعلى المسلم العمل به حتى نجنى كل الخير.
وفقك الله اخى هيثم
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
هيثم شهلي
 
 
هيثم شهلي


عدد المساهمات : 599
تاريخ التسجيل : 27/01/2010
العمر : 52

طاقة القدر Empty
مُساهمةموضوع: رد: طاقة القدر   طاقة القدر I_icon_minitimeالإثنين 03 يناير 2011, 8:44 am

شكرا يا سيف ..
وهنا المزيد حول موضوع الاستخارة
منقووول للفائدة

وقفات مع حديث الاسـتخارة
يعتبر فن اتخاذ القرار من أهم المهارات الإدارية التي يحتاجها الإنسان في حياته العامة والخاصة، وذلك أن البدائل تتعدد ولكن الموقف يستدعي عادة اختيار أحدها، ومن أساسيات هذه المهارة أن الإنسان كلما كان لديه معلومات أكثر دقة عن البدائل المتاحة، وكلما كان لديه تصور صحيح شامل عن الثوابت والمتغيرات المؤثرة في هذه البدائل بالإضافة إلى خبرة سابقة فإن هذا كله مما يزيد من نسبة الوصول إلى القرار الصحيح.
ولكن الإنسان مهما بلغت قدراته العقلية قوة، وخبراته العملية اتساعا ، فهو دائما وأبدا محصور ضمن حدود الزمان والمكان، لا يستطيع أن يحس بما حوله إلا بواسطة الحواس التي أعطاه الله إياها، وهناك كثير من المتغيرات الكونية والاجتماعية لا يحس بها ولكنها تؤثر بشكل مباشر أو غير مباشر في عواقب القرارات.
فالإنسان في هذه الدنيا أشبه ما يكون بسجين في زنزانة صغيرة ليس فيها سوى نافذة صغيرة تصله بالعالم الخارجي، فأن ا له أن يكون تصوره صحيحا عن الوجود الخارجي وهو لا يرى من الحقيقة والواقع سوى بعضه!
ثم إن هناك عوامل أخرى تؤثر على دقة القرار، ولعل من أهمها العوامل النفسية، فقد يندفع الإنسان إلى بديل من البدائل لهوى في نفسه أو لحالة نفسية معينة كان فيها حل اتخاذ القرار، أو نتيجة لتأثيرات خارجية بشرية وغير بشرية، كل هذه المتغيرات وغيرها تجعل الإنسان بحاجة ماسة إلى من يعينه في اتخاذ قراراته ولابد أن يكون ذا علم أوسع من علمه وقوة تفوق قوته.
ولهذا لجأ الإنسان المادي إلى الحاسب الآلي يحلل له البدائل، ويحسب له الاحتمالات ويرشده إلى أقرب البدائل إلى الصواب، ونسي أنه هو الذي صنع هذا الجهاز وهو الذي غذاه بالمعلومات المتوفرة لديه، وهو الذي وضع له أسس التفاضل والاختيار.
ولجأ آخرون إلى العرافين والمشعوذين يريدون توسيع آفاق معلوماتهم، ويفتحون بذلك ـ زعموا ـ أبواب معارف المستقبل، ولم يفطن هؤلاء إلى أن العرافين لا يعلمون لأنفسهم مستقبل الساعة القادمة فضلا عن أن يعرفوه لغيرهم، وأنهم يهذرون بما لا يعلمون، وأنهم يكذبون وإن بدوا صادقين.
أما المؤمن فإن تعلقه بالله جل جلاله يمنحه ميزة عظيمة لا تتوفر لسواه، إذ إن اتصاله يكون بالقوة الأعظم والعلم الأشمل لله عز وجل.
وهذا هو مفهوم الاستخارة في الإسلام، قال جابر بن عبدالله رضي الله عنهما: كان رسول الله ص يعلمنا الاستخارة في الأمور كلها كما يعلمنا السورة من القرآن يقول: ،إذا هم أحدكم بالأمر فليركع ركعتين من غير الفريضة ثم ليقل: اللهم إني أستخيرك بعلمك وأستقدرك بقدرتك وأسألك من فضلك العظيم فإنك تقدر ولا أقدر، وتعلم ولا أعلم وأنت علام الغيوب، اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر ـ ويسميه باسمه ـ خير لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري وعاجله وآجله فاقدره لي ويسره لي ثم بارك لي فيه، وإن كنت تعلم أن في هذا الأمر شر لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري وعاجله فاصرفه عني واصرفني عنه واقدر لي الخير حيث كان ثم رضني به (1).
ســت فوائـــد :
وهذا الحديث مليء بالعبر والفوائد ولنا معه ست وقفات سريعة:
1 ـ قال جابر رضي الله عنه: يعلمنا الاستخارة في الأمور كلها كما يعلمنا السورة من القرآن.... يدل ذلك على حرص النبي ص الشديد على ترسيخ مفهوم الاستخارة في نفوس أصحابه وتربيتهم عليها في الجليل والحقير من الأمور، كما تكون الاستخارة في أبسط الأمور الشخصية اليومية تكون كذلك في عظائم الأمور ونوائب الخطوب.
2 ـ ،إذا هم أحدكم بالأمر ، تدل هذه العبارة من الحديث على أن على العبد أولا أن يتخذ كل الأسباب العلمية والعملية للوصول للقرار، فجميع المعلومات الموثقة، ويستشير أهل الرأي والخبرة ويعمل عقله وذهنه قدر استطاعته، ثم يختار أحد البدائل بناء على اجتهاده ويهم به، ولكن قبل تنفيذه يلجأ إلى الاستخارة كخطوة نهائية يلتمس بها معونة الله وتأييده، وبهذا يبطل كلام المماحكين القائلين بأن الاستخارة هي هروب من تحمل المسؤولية وتعويد على الاتكالية وتثبيط للقوى العقلية.
إن الاستخارة لا تكون إلا بعد إعمال الذهن واتخاذ الأسباب وهي بذلك لا تحجر على التفكير بل تقو مه وتسدده.
3 ـ ،فليركع ركعتين فالصلاة هي أعظم ما يقر ب العبد من ربه، وتتجسد فيها كل معاني العبودية والخضوع والاستسلام لله رب العالمين، فناسب أن تسبق الاستخارة التي فيها إعلان عجز الإنسان وفاقته إلى ربه وعلمه وقدرته.
4 ـ ،اللهم إني استخيرك بعلمك واستقدرك بقدرتك وأسألك من فضلك العظيم... ، والمستجير هنا يسأل الله من علمه المحيط الشامل الذي أحاط بكل شيء فلا يعزب عنه مثقال ذرة في السماوات ولا في الأرض، ثم هو يطلب منه أن يقدر عليه الخير، في س ل م أمره لخالقه الذي هو أدرى منه بمصلحة نفسه، وأعلم منه بكل المتغيرات، الذي علم المستقبل كيف يكون، وأي فضل أعظم من هذا الفضل.
5 ـ ،فإن كان هذا الأمر خير لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري فاكتبه لي ويسره لي ثم بارك لي فيه ، فإن كان الأمر الذي عزمت عليه بقواي العقلية الضعيفة ووفق علمي القاصر ـ هو الخير لي فاكتبه لي وقدره مباركة منك لقراري وتأييدا، ثم يسره لي وسهله فلا يكون علي شاقا ، ثم بارك لي في نتائجه وملحقاته فلا يأتيني منه سوى الخير، والمسلم الحق الذي يعيش لدينه يقد مه على كل شيء، فهو همه الأول وقضيته الأولى، ولذلك ناسب أن يكون أول المعايير التي تتفاضل بها البدائل، هل هذا البديل هو الأخير لديني؟ هل يقوي إيماني أو يزيد حسناتي؟ هل هو مما يعز به الإسلام والمسلمون؟ ثم يأتي المعيار الثاني وهو الدنيا والمعاش، فهل هذا الخيار في صالح دنياي فتكون مصالحه الدنيوية أعظم من مفاسده، ثم يأتي المعيار الثالث وهو عاقبة الأمر، فالمسلم يتميز ببعد نظره وسعة أفقه، فلا يفكر في لحظته فحسب، بل ينظر إلى المستقبل، فكم من أمر كان خيرا في حاضره شرا في مستقبله، فإذا كان الأمر خيرا بالمعايير الثلاثة: الدين والدنيا والعاقبة فإنه الخير بلا شك.
6 ـ ،وإن كنت تعلم أن هذا الأمر شر لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري فاصرفه عني واصرفني عنه واقدر لي الخير حيث كان ثم رضني به .
هذا هو الشـــر..!
وإن كان الأمر الذي هممت به شرا بالمعايير الثلاثة السابقة فهذا هو الشر بلا شك، فأسأل الله أن يصرفه عني بما شاء من قدرته وجنوده، وأن يصرفني عنه فلا يقد ر لي، ثم أن يبدلني ما هو خير لي منه سواء كان البديل الآخر أو غيره من البدائل، ثم يرضيني بما كتب لي فتطمئن نفسي ويسكن قلبي.
فإذا دعا المسلم بهذا الدعاء بصدق ثم سل م أمره إلى الله، وشرع فيما تنشرح إليه نفسه فإن يسرت سبله وتم كان هو الخير بإذن الله، فوافق الاجتهاد الشخصي خيرة الله، وإن انقبضت النفس عن العمل ولم تتيسر سبله فصرف عنه علم يقينا أن اجتهاده كان بخلاف مصلحته وسل م ورضي بخيرة الله له، قال تعالى: ،وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم (2).
قال الإمام ابن القيم رحمه الله: ،إن العبد إذا علم أن المكروه قد يأتي بالمحبوب، والمحبوب قد يأتي بالمكروه لم يأمن أن توافيه المضرة من جانب المسرة ولم ييأس أن تأتيه المسرة من جانب المضرة لعدم علمه بالعواقب (3).
وقال سيد قطب ـ رحمه الله ـ ،وكل إنسان ـ في تجاربه الخاصة ـ يستطيع حين يتأمل أن يجد في حياته مكروهات كثيرة كان من ورائها الخير العميم، ولذات كثيرة كان من ورائها الشر العظيم، وكم من مطلوب كاد الإنسان يذهب نفسه حسرات على فوته، ثم تبين له بعد فترة إنه كان إنقاذا من الله أن فوت عليه ذلك المطلوب في حينه، وكم من محنة تجرعها الإنسان لاهثا يكاد يتقطع لفظاعتها، ثم ينظر بعد فترة فإذا هي تنشىء له في حياته من الخير ما لم ينشئه الرخاء الطويل (4).
مسكين ذلك المزهو بعقله المعرض عن استخارة ربه، لقد حرم نفسه من باب فضل عظيم فتحه الله له ودعاه إليه، وسيكله إلى عقله، وسيذهل بين الحين والحين عندما يرى كم كان عقله قاصرا وعلمه محدودا .
دمتم برعاية الله
منقول للدكتور : أيمــن أســـعد عـــبده
الهوامــــش
1 ـ رواه البخاري.
2 ـ البقرة: 612.
3 ـ الفوائد لابن القيم ص 081.
4 ـ في ظلال القرآن الكريم ـ سيد قطب.
الحديث :
عن جابرٍ رضي الله عنه قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلمنا الاستخارة في الأمور كلها كالسورة من القرآن ، يقول إذا هم أحدكم بالأمر ، فليركع ركعتين من غير الفريضة ثم ليقل : اللهم إني أستخيرك بعلمك ، وأستقدرك بقدرتك ، وأسألك من فضلك العظيم ، فإنك تقدر ولا أقدر ، وتعلم ولا أعلم ، وأنت علام الغيوب . اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر خير لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري » أو قال : « عاجل أمري وآجله ، فاقدره لي ويسره لي، ثم بارك لي فيه ، وإن كنت تعلم أن هذا الأمر شر لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري » أو قال : « عاجل أمري وآجله ، فاصرفه عني ، واصرفني عنه، واقدر لي الخير حيث كان ، ثم رضني به » قال : ويسمي حاجته . رواه البخاري
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
طاقة القدر
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» طاقة الجسم (موضوع هام للوقوف عنده)
» الأنفصال القدر المحتوم (2) العد التنازلي (16 يوم)
» الصدقه فى ليلة القدر

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
شبكة مراغه الأصاله والتاريخ ::  القسم العام -
انتقل الى: